هلال رمضان جدل متجدد بين حسابات الفلك والرؤية الشرعية
دعوة لتوحيد مواقيت المناسبات الدينية بين المسلمين
محمد النجار-عمانمع دعوة المراجع الشرعية الإسلامية للمسلمين بتحري هلال شهر رمضان المبارك اعتبارا من مساء الثلاثاء المقبل، يعود الجدل المتجدد بين الداعين لاعتماد الحسابات الفلكية لتحديد مطالع ونهاية الشهور الهجرية، والمصرين على ضرورة الإبقاء على اعتماد الرؤية لهذا التحديد.
وحفل مؤتمر القضاء الشرعي الأول الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان مؤخرا بنقاش مستفيض بين عدد من فقهاء الشريعة، وخرج المؤتمر بتوصية تدعو لتوحيد مواقيت المناسبات الإسلامية، وهي دعوة باتت تتكرر في مؤتمرات الفقه الإسلامي دون اتخاذ خطوات عملية لتطبيقها.
نهاد عوض تساءل كيف تعتمد الحسابات الفلكية في مواعيد الصلاة ولا تعتمد في مطالع الشهور الهجرية؟
ويرى القيادي الإسلامي في منظمة (كير) المعنية بشؤون المسلمين في الولايات المتحدة نهاد عوض أن عدم حسم قضية المناسبات الإسلامية يؤثر سلبا على وحدة المسلمين لاسيما في الغرب الذين يتعرضون للارتباك في كل مناسبة نتيجة الاختلاف في توحيد هذه المناسبات بين الدول الإسلامية.
عوض تساءل في حديث كيف نعتمد الحسابات الفلكية في تحديد مواعيد الصلاة وشروق وغروب الشمس ونرفض اعتماد هذه الحسابات لتحديد بداية رمضان ومطالع الشهور الهجرية وبالتالي تحديد مواعيد المناسبات الإسلامية؟".
الاتفاق أولا
غير أن أستاذ الشريعة في جامعة قطر علي القرة داغي اعتبر أن الخطوة الأولى تكمن في ضرورة الاتفاق أولا على الاعتراف بعلم الفلك للنفي بحيث لا يتم قبول أي شهادة لأي شخص بمشاهدته الهلال إذا أكدت الحسابات الفلكية أنه لا يوجد أي إمكانية لرؤية الهلال.
وأضاف في حديث "إذا وصلنا لهذه الدرجة فهذه خطوة جبارة وبعد ذلك ننظر هل نكتفي بالحسابات الفلكية أم لا".
القرة داغي: الخطوة الأولى تبدأ برد أي شهادة برؤية الهلال إذا لم تتفق مع الحسابات الفلكية
واعتبر أن توحيد مطالع الشهور وترتيباتها وفقا للحسابات الفلكية ممكن، لكنه أشار إلى أن هذه القضية وبالرغم من الجدل الكبير حولها منذ عقود ما زالت تحتاج المزيد من الوقت.
من جهته قال الخبير الفلكي الأردني عماد مجاهد إن خبراء الفلك لا يدعون لعدم اعتماد الرؤية وإنما لتحري الرؤية الصحيحة، مشيرا إلى أنه لو تم تتبع الرؤية الصحيحة لما حدث خلاف بين الدول في تحديد المناسبات الإسلامية.
وزاد "نحن ندعو لاعتماد الرؤية إلى جانب الحسابات الفلكية لأن الرؤية والحساب أمر واحد"، وأضاف بعض الدول تصر على اعتماد رأي شخص واحد وشهادته وتلقي بحسابات علمية دقيقة جانبا.
هلال هذا العام
وحدد مجاهد موعد ظهور هلال شهر رمضان، وقال "وفقا للحسابات الفلكية فإن الهلال يظهر يوم الثلاثاء الموافق 11/9/2007 الساعة الثالثة و45 دقيقة و22 ثانية مساء بتوقيت مكة المكرمة، لكنه يغيب قبل غروب الشمس بنحو خمس دقائق، لذا فإن رؤيته مستحيلة يوم الثلاثاء في كافة أنحاء العالم".
وتابع "يظهر الهلال مساء يوم الأربعاء لمدة 21 دقيقة فقط بعد غروب الشمس وهي مدة غير كافية لرؤية الهلال لأنه سيكون قريبا جدا من الشمس والأفق وإضاءته غير كافية لرؤيته".
النقاش بشأن الحسابات الفلكية والرؤية حاز مجالا واسعا في مؤتمر القضاء الشرعي في عمان
وأضاف أن رؤية الهلال ستكون غير ممكنة مساء الأربعاء في أواسط آسيا وإيران وتركيا ومعظم أنحاء أوروبا، بينما يحتاج لتيلسكوب لإمكانية رؤيته في جميع أقطار العالم العربي، ويمكن رؤيته بالعين المجردة في أواسط أفريقيا وأواسط المحيط الأطلسي، كما يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة في جوانب المحيط الأطلسي وأميركا الجنوبية.
لكن علماء الشريعة وخبراء الفلك اتفقوا على أن السياسة وحساباتها تلعب دورا رئيسا في تحديد مطالع الشهور الإسلامية، وبينما يعبر نهاد عوض عن أسفه لدخول الحسابات السياسية في تحديد مطالع الشهور الهجرية، اعتبر القرة داغي أن "السياسة موجودة دائما وتدخل في كل شيء" لكنه عبر عن ثقته بغلبة الشريعة في نهاية المطاف.
بينما اعتبر عماد مجاهد أن علماء المملكة العربية السعودية هم الذين يصرون على الإبقاء على الرؤية وعدم النظر للحسابات الفلكية، مشيرا إلى أن كافة المؤتمرات الفقهية تدعو لاعتماد الحساب إلى جانب الرؤية، وهو ما يصر العلماء السعوديون على رفضه حتى اليوم.
أخوكم:مندوب نادي الفتيان.